الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

القواعد القانونية وقواعد المجاملات

 القواعد القانونية وقواعد المجاملات 

Les règles juridiques et les règles d' étequettes يقصد بقواعد المجاملات مجموعة العادات أو التقاليد التى تواضع عليها الناس فى بعض المناسبات الاجتماعية أو هى قدر لازم من السلوكيات الإنسانية التى تتطلبها طبيعة وعمق العلاقات والروابط الاجتماعية بين الأفراد فى المجتمع مثل تبادل التهانى أو التزاور فى المناسبات السعيدة وتقديم التعازى فى المآتم، وبذل المال للفقراء والأيتام فى بعض المناسبات الخاصة (مثل دخول المدارس أو فى الأعياد) وعيادة المرضى. وليس ثمة شك فى أن قواعد المجاملات تحظى فى مجملها بمكانة كبيرة فى نفوس أفراد المجتمع، بحيث يتردد المرء قبل الإقدام على خرقها والخروج على مقتضياتها خوفاً من لذاعة الجزاء المترتب عليها والمتمثل فى استنكار المجتمع وذمه على إثر مخالفة هذه القواعد، بل ربما يتعرض لجزاء أشد قسوة لا يقف عند حد النظرات الساخطة بل يصل إلى حد مقاطعته اجتماعياً، فيعيش منبوذاً وسط أفراد المجتمع. والملاحظ عملياً أن مكانة قواعد المجاملات فى نفوس الأفراد تختلف فى المدن عنها فى القرى، ففى المدن الكبرى - حيث كثرة عدد السكان وانشغال أفرادها وراء الكسب أو السعى إلى الرزق - يقل احترام مثل هذه القواعد عنها فىالمدن الصغيرة أو القرى، هذا فضلاً عن أن حدة الجزاء المترتب على خرق هذه القواعد يختلف فى المدن الكبرى عن المدن الصغيرة أو القرى، فعلى سبيل المثال نجد أن عيادة المريض فى المدن الكبرى تكاد تكون نادرة وقليلة فيها بالمقارنة بالمدن الصغيرة أو القرى، هذا فضلاً عن أن الجزاء المعنوى المتمثل فى ذم المجتمع للفرد المخالف أخف وطأة فى المدن الكبرى مقارنة بالمدن الصغيرة أو القرى. وتجدر الإشارة إلى تباين واختلاف قواعد المجاملات فيما بينها من دولة إلى أخرى، ومن عصر إلى آخر، بل إنها لتختلف فى البلد الواحد من مدينة إلى أخرى ومن قرية إلى أخرى. وإذا كانت قواعد المجاملات تتشابه مع قواعد القانون، من حيث أنهما يمثلان قواعد سلوك منظمة للنشاط الإنسانى فى المجتمع، إلا أنهما يختلفان فيما بينهما من حيث طبيعة الجزاء، فالجزاء القانونى جزاء مادى ، أما الجزاء فى قواعد المجاملات فهو جزاء معنوى يتمثل فى سخط المجتمع وذمه للسلوك المخالف، هذا فضلاً عن معاملته بالمثل. وتجدر الإشارة إلى أنه قد يحدث بمرور الوقت وتغير ظروف المجتمع وتطورها، أن تتحول بعض قواعد المجاملات إلى قواعد قانونية، فترقى إلى مصافها وتحتل نفس مرتبتها، بحيث تكتسب صفتى الإلزام والقهر، فمثلاً كانت قواعد المجاملات فى المواصلات العامة تحث الأفراد وتدعوهم إلى ترك الأماكن أو المقاعد الأولى لكبار السن وللمعوقين من الرجال والنساء، ثم أضحى ذلك الآن أمراً مفروضاً قانوناً. ولقد ذكر لنا البعض مثالاً لتحول بعض قواعد المجاملات إلى قواعد قانونية مثل تحول قواعد معاملة أعضاء السلك الدبلوماسى من قواعد مجاملات إلى قواعد قانون دولى عام. 
---------------------------------------------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق